الرجاء الإنتظار قليلآ ...

14 مايو 2025 كُتِبَ : قبل 5 يوم
كاتب المقال / عمر الكردفاني

News بيت الشورة - قوات الجمارك السودانية و(التحصين) الالكتروني 

الكتابة عن قوات الجمارك السودانية يعد نوعا من التحدي للكاتب مهما كان تخصصه ، لأن تخصصات الجمارك الدقيقة والمتفرعة تجعل من الكاتب مجرد طالب علم يلهث وراء المعلومة ليشفي غليله لا ليثبت أمرا أو ينفي الآخر ، والجمارك السودانية لارتباطها الوثيق برصيفاتها العالمية وارتباط الجميع بمؤسسة الجمارك العالمية ببروكسل تظل في حراك دائم وتدريب مستمر و(تثوير ) إذا صح الوصف للعمل اليومي ، ومن يتخلف عن ركب المواكبة فليس له رصيف يجلس عليه ، لذا عندما دعتنا قوات الجمارك السودانية للتعرف على اخر مستجدات التحصيل الالكتروني والربط  الشبكي من أجل الوصول إلى ما يمكننا تسميته (زيرو كاش ) احترت اولا لاني اعلم تماما أن قوات الجمارك ليست لديها خزينة لأموال الدولة بل هي تتحصل (منذ عشرات السنين) الرسوم مباشرة إلى حسابات بالمصارف المختلفة والتي تتعهد فورا بتوريدها إلى حساب وزارة المالية ، الا أننا وجدنا أن الأمر اكبر ويستحق إذ أن الدعوة كانت لمحاولة بناء شراكة مع الجمارك لبناء الثقة بين العميل والمصارف السودانية وصرفه عن العادة السودانية الممتدة (تلمس الكاش) أو (الكاش يقلل النقاش) لأن الكاش أصبح يجلب المزيد من النقاش والكثير من المشاكل ، وما يقلل النقاش هو التطبيقات المصرفية التي تقلل المخاطر وتمنح الثقة للعميل أنه قد يحمل تريليونات من الأموال السودانية والعملات الأجنبية في تطبيق ربما لا يحتاج إلى انترنت ، وتلك عقبة أخرى تحمل قوات الجمارك عبء العمل عليها حتى تكتمل الصورة وتنبني الثقة.
إن الثقة في قوات الجمارك السودانية لها ثلاثة محاور لطالما تحدثت عنها في هذا العمود ،الاولى وهي القانون إذ أن ضابط أو ضابط صف أو جندي الجمارك إنما هو قاض واقف متشرب بالقانون ويعلم تماما حدوده وحدود الآخرين في التعاطي مع المال العام واي تجاوز حتى ولو كان بحسن نية فإنه يجعله عرضة لمجلس تحقيق (اجارك الله منه) والجانب الثاني هو النظام المحاسبي العالمي المسمى بالاسيكودا على النظام المنسق وهو نظام لا يقوم بتمرير الشهادة الجمركية ما لم تستوفي كافة الشروط  المتعلقة بسلامة الإجراءات ودقة الارقام ونزاهة الأختام والتصريحات اللازمة ، والأمر الاخير والاصعب وهو نظام المراجعة الاني :فكل قسم من الاقسام  التي تمر بها الشهادة الجمركية يراجع في دقة عمل القسم الذي سبقه دون محاباة إذ لا يعلم من بيده الشهادة من الذي قام بالاجراء قبله با عليه مراجعة كافة الإجراءات ثم القيام بما يليه من إجراء الا وسوف ترتد اليه الشهادة مرة أخرى للتصحيح ولن تواصل إلى القسم الذي يليه .وقد قصدت كلمة تحصين كعنوان للمقال لأن قوات الجمارك السودانية تعتبر الحصن الاول للميزانية السودانية من حيث نسبة رفد الخزينة العامة وسرعة التوريد وانعدام التجنيب بالإضافة إلى انعدام الفساد بحمد الله ،فانك لن تجد شبهة فساد بالجمارك الا فيما يتعلق بالسهو في الأداء أو الخطأ في الإجراءات بما لا يحمل سوء نية في الحصول على أموال وهذا بسبب الإجراءات سالفة الذكر بالإضافة إلى الرضا الوظيفي المستحق.

ثم ماذا بعد؟

الكثر من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية السودانية تحتاج وبشدة إلى التنسيق مع قوات الجمارك السودانية في شأن التدريب المستمر والتأهيل لأن نظام الجمارك في تحديد مستمر وحتى أنظمتها وقوانينها في تجديد كل صباح يوم جديد ، لذا فالكثير من المؤسسات ذات الصلة تبعث منسوبيها بصورة دائمة لتلقي دورات تدريبية في المعاهد الجمركية المختلفة لذا تجد أن إدارة التدريب بقوات الجمارك في حالة استعداد مستمر من أجل تجويد الأداء وتقديم المزيد ، ومن المهم جدا والجمارك الآن تؤهل خمسة مصارف سودانية من أجل التحصيل الالكتروني أن تسارع بقية المصارف السودانية  بالانضمام إلى رصيفاتها من أجل تجويد الأداء وتفعيل التحصيل الالكتروني على مستوى البلاد لنصل إلى درجة أن لا يحتاج الإنسان إلى حمل أكثر من عشرة آلاف جنيه في جيبه لزوم كوب من الشاي أو القهوة .

" قم بمشاركة المقال علي كل من "
عودة