سويعات قضيناها وتمنيناها الا تنقضى لما شملته من روعة وجمال بمعية خبير عالم الحياة البرية اللواء شرطة (حقوقى) عصام الدين جابر حقار الذى إستقبلنا بالبشر والترحاب رفقة بعض الزملاء والزميلات من الصحفيين ونحن نرتب لقيام منبر وزارة الداخلية الدورى والذى خصص لقوات الحياة البرية إرتحل بنا الرجل بسجيته المعهودة وعفويته الودودة متنقلا جيئة وذهابا يمنة وشمالا بمختلف المواضيع ومناحى الحياة ومسالكها وعرج بنا بمجال الفنون والشعر والغناء الذى نال منه حظا وافرا وأوتى من روائعه قسطا ذاخرا ولم يوارى عالم الحياة البرية عالمها عن المشهد فقد أثرى الجلسة بالنقاش المستفيض والمفيد بالتعريف بكواليس وأسرار الحياة البرية واللوائح والقوانين المنظمة لها بمهنية عالية وإحترافية فائقة مسنودة بفكر ثاقب وذاكرة فولاذية راكزة وحياة عملية وعلمية ثرة تجاذبنا معه أطراف الحديث بذهول وفضول وإعجاب وإسهاب فأطرقنا سمعا وإصطناتا اختيارا لا غصبا وإجبارا مر بنا الوقت سريعا فما استزدنا طلبا إلا رغبة بوجوده وما انتقصنا عذرا الا رهبة بفراقه فيا له من قائد محنك كفؤ قمين وحقيق بالمجالسة والمؤانسة عركته الحياة وحياتها البرية فتجملت بها مجالسته بالاستماع والإستمتاع فى حضرته بكل شغف وتلهف ساح وجال بأفكارنا فى الفيافى والقفار والصحارى والوديان كاشفا اسبارها ومظهرا أسرارها وغاص بنا فى أعماق البحار والخلجان معرفا بخفايا أغوارها حيث مكامن الحياة البحرية بكل روعتها وجمالها الأخاذ فيا له من موسوعة للعلم وصندوق أبيض للمعلومة والمعرفة فى شتى شؤون الحياة وضروبها ورغما عن قصر اللقاء الذى لم يسعفنا نافلة من الوقت إستدانة أو بيعا إلا أن الفائدة كانت عظيمة أثمرت نفعا وتعريفا بخفايا وخبايا الحياة البرية وهى مصطلح يشير فى مضمونه الشامل ومعناه العام إلى كافة أشكال الحياة من نباتات وحيوانات لم يتدخل الإنسان في أسلوب حياتها ولا تعتمد على الإنسان بشكل مباشر كى تعيش وذلك خلافا للإعتقاد الخاطئ السائد فى الأوساط بأن الحياة البرية تختص فقط بعالم الحيوان دون غيره فالأمر فيه سعة وفسحة وسياحة ومتعة فالحياة البرية عالم من الروعة والجمال وقد حبانا الله فى وطننا بتنوع فريد فى مصادرها وأنواعها وفق التباين الواسع في النظم البيئية والمناطق المحمية التى يمتاز بها السودان ونجد أن ذلك إنعكس على الحياة البرية من حيث التنوع والتعدد في أنواع وفصائل الحيوانات والتى تتوزع فى البلاد وفقاً لنوع المناخ والبيئة والذى يتنوع من مناخ السافنا الى الصحراوى الى المناطق الجبلية وخاتمة ذلك مسك بمناخ الأراضى الرطبة كما أن الحياة البرية بالتنوع النوعى والبيولوجي تساعد فى الحفاظ على صحة النظم الإيكولوجية وهو ما يدعم النظم الغذائية المستدامة والزراعة ويسهم بصورة فاعلة وبناءة فى حفظ التنمية المستدامة للحياة البرية والحد من الجوع والفقر والأمراض ولا شك أن ذلك يقلل من الكوارث الطبيعية ودرء مخاطرها وهذا يدلل بما لا يدع مجالا للشك بأن الحياة البرية بمفهومها الشامل ترتبط بالثروة الحيوانية والوجود اليشرى والبيئة إرتباطا وثيقا لا ينفصل بأى حال من الأحوال وهذه المعانى والحقائق كانت حاضرة بكل ماتحمل من دلالات وإشارات بمنبر سونا الدورى بالتنسيق مع وزارة الداخلية وبإشراف وتشريف السيد وزير الداخلية الفريق شرطة خليل باشا سايرين الذى افتتح الجلسة بالتعريف بأهداف ومقاصد قوات حماية الحياة البرية عبر إستعراض مراحل تكوينها بالحقب المختلفة ويعتبر هذا المنبر الذى دأب منذ قيامه الى تمليك الحقائق والمعلومات فيما يخص وزارة الداخلية وأذرعها المختلفة الى المواطنين عبر الأجهزة الإعلامية المختلفة بكل شفافية ووضوح كما يشكل المنبر تجمع إعلامى تناقش فيه بشكل دقيق وموثوق قضايا وملامح خطط الوزارة بإتاحة الفرص وتشجيع النقاش والتفاكر حولها بما يخدم المصلحة العامة للبلاد والعباد ويحقق ألأمن والإستقرار ونأمل أن يكون هذا المنبر فاتحة خير لتسليط الضو على أعمال الحياة البرية بإماطة اللثام عن وجهها المشرق الواعد وإظهار ما لها من فوائد وعوائد وفق ما تفضل به السيد مدير عام قوات الحياة البرية ومدير الإدارة العامة للتعاون الدولى بقوات حماية الحياة البرية.