الرجاء الإنتظار قليلآ ...

13 أغسطس 2025 كُتِبَ : قبل 5 يوم
كاتب المقال / خالد المصطفى

News وزير الداخلية يشيد بقوات الدفاع المدني التي اعادة تاهيل رئاستها بأنامل أبنائها

وزير الداخلية يشيد بقوات الدفاع المدني التي اعادة تاهيل رئاستها بأنامل أبنائها 

 

قلم وطني

إعلام قوات الدفاع المدني

 

في مشهد يعكس صلابة إرادة وتفانياً نادراً وسط أنقاض الحرب، وقف وزير الداخلية الفريق شرطة حقوقي بابكر سمره مصطفى داخل مبنى رئاسة قوات الدفاع المدني بالخرطوم، شاهداً على معجزة إعادة البناء. لم تكن الزيارة، مجرد جولة روتينية، بل كانت إشادة صادقة بملحمة وطنية كتبتها سواعد أبناء الدفاع المدني بأنفسهم، مستخدمين إمكانياتهم الذاتية لترميم ما دمرته ميليشيات الحرب. ما شاهده الوزير ليس مجرد جدران أعيد بناؤها، بل هو إعلان صريح عن انتصار الإرادة على الدمار، وإثبات عملي لالتزام هذه القوات بحماية الوطن حتى في أحلك الظروف.

وأشاد الفريق شرطة حقوقى/ بابكر سمره مصطفى وزير الداخلية بالآداء المتميز والمواقف الوطنية المشهودة لقوات الدفاع المدني خلال معركة الكرامة فى تعقيم وتطهير المؤسسات العامة والخاصة ونقل الجثث بولاية الخرطوم. جاء ذلك لدى زيارته التفقدية اليوم لمبانى رئاسة قوات الدفاع المدنى رافقه الفريق أول شرطة حقوقى/ خالد حسان محي الدين المدير العام لقوات الشرطة والفريق شرطة/، عبد المنعم محمد عبد القيوم رئيس هيئة الشئون المالية. وكان في أستقبالهم الفريق شرطة د/، عثمان عطا مدير عام قوات الدفاع المدنى ومدراء الادارات والدوائر بقوات الدفاع المدنى.

.بين الوزير أن العزيمة والإصرار التى تحلى بها منسوبى الدفاع المدنى لم تمنعهم من آداء رسالتهم رغم شح الإمكانيات بجانب تضحيتهم فى السيطرة على حرائق المستودعات الرئيسية بمدينة بورتسودان والتى جنبت المدينة والميناء كارثة كبرى. كما أعلن عن دعم وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة لخطط وبرامج قوات الدفاع المدنى الداعية للمحافظة على الارواح والممتلكات.

 

.الدمار الذي سبق الإعمار: جروح عميقة في جسد العاصمة:-

.لم تكن هجمات الميليشيات المتمردة على مقرات الدولة الحيوية في الخرطوم مجرد أعمال عنف عابرة، بل كانت عملية ممنهجه تستهدف بنية الدولة التحتية ورموز سيادتها. تقارير منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) تشير إلى أن أضرار البنى التحتية الأساسية في السودان نتيجة الصراع تجاوزت 60 مليار دولار، مع تضرر أكثر من 70% من المرافق الحكومية في العاصمة بشكل جسيم أو كلي. وكان مبنى رئاسة قوات الدفاع المدني، القلب النابض للاستجابة للطوارئ والأزمات في الولاية، من بين الأهداف التي تعرضت لاعتداءات متكررة ووحشية، تركته شبه مهدم، ومهمته هي حماية المواطنين وبعد الحريق كان على حافة التوقف. لم يكن التحدي مجرد إعادة حجارة، بل إحياء مؤسسة حيوية في وقت تشتد فيه الحاجة إلى خدماتها أكثر من أي وقت مضى.

 

.ملحمة البناء الذاتي: عندما تصبح الإرادة في يد قيادتها ينصلح الحال:-

في مواجهة شح الموارد وتعقيدات الوضع المالي، اختار السيد الفريق شرطة حقوقي/ د عثمان عطا مصطفى طريقاً مختلفاً: في اعتماده على الذات. فحول الضباط والجنود، الذين طالما تدربوا على إطفاء الحرائق وإنقاذ الأرواح، إلى عمال بناء ومهندسين ودهّانين فهنا كانت تحقيف الارادة وصنع المعجزات في اعمار الخرطوم . تشير وثائق داخلية حصلت عليها "منصات إعلامية محلية موثوقة" إلى أن العملية بدأت بتقييم دقيق للأضرار بواسطة المكتب الاستشاري الهندسي برئاسة بقوات الدفاع المدني الذي قام بالقييم الفني الخاص باجراءات السلامة لكل مباني رئاسة القوات ، تلاها وضع خطة مرحلية طموحة رغم محدودية الإمكانات. لم يقتصر الجهد على إعادة الجدران المحروقة المهدمة فحسب، بل شمل:

إعادة بناء الأجزاء المنهارة وإستصحب ذلك الحفاظ على معايير السلامة الهندسية لضمان متانة الهيكل.

صيانة للبنى التحتية للمباني المتضررة من شبكات كهرباء وسباكة واتصالات، وهو عمل فني دقيق تم أنجزه من داخل القوات، وفق ما أكده مصدر مطلع لـ"شبكة سودان للتنمية".

إعادة طلاء كامل للواجهات والجدران الداخلية والمكاتب، لاستعادة الهيبة المؤسسية وخلق بيئة عمل محفزة.

حملات تعقيم وتطهير مكثفة امتدت لتشمل الشوارع المحيطة والمناطق العامة الحيوية، وعلى رأسها كوبري المسلمية، الذي يشكل شرياناً رئيسياً في حركة المواطنين. هذه الحملات لم تكن رفاهية، بل ضرورة صحية ملحة في ظل تحذيرات منظمة الصحة العالمية من تفشي الأوبئة في المناطق المتضررة من النزاع.

 

.زيارة وزير الداخلية: اعتراف رسمي بجهد استثنائي

خلال جولته التفقدية:-

. تلقى الفريق بابكر سمره مصطفى إفادة تفصيلية من مدير عام قوات الدفاع المدني، الفريق شرطة حقوقي / دكتور عثمان عطا مصطفى، سلطت الضوء على حجم التحديات التي واجهت عملية إعادة تأهيل رئاسة القوات ومراحل الإنجاز التي تحققت رغم كل الصعاب. لم تكن كلمات الإشادة التي نطق بها وزير الداخلية مجرد عبارات بروتوكولية، بل جاءت تعبيراً صادقاً عن تقدير القيادة السياسية والأمنية لهذا النموذج الفريد من التضحية والعطاء. كما مثلت الزيارة لحظة مهمة لتسليم دعم مالي وعيني مقدّم من وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الدكتور جبريل إبراهيم، وهو دعم يأتي في سياق مسؤولية حكومية أوسع، لكنه يظل محدوداً مقارنة بحجم الاحتياجات، مما يزيد من قيمة الجهد الذاتي الذي بذلته القوات. أكد الوزير أن هذا الإنجاز نموذج يُحتذى به من قبل كل مؤسسات الدولة في عملية إعادة الإعمار.

 

.ما وراء البناء: أبعاد استراتيجية ومسؤولية مجتمعية:-

.عملية إعادة تأهيل رئاسة قوات الدفاع المدني في الخرطوم تتجاوز بكثير فكرة ترميم مبنى. فهي.

.أولاً: وقبل كل شيء، جزء لا يتجزأ من خطة وطنية شاملة لإعادة إحياء مؤسسات الدولة الحيوية التي تعرضت للتدمير المنهجي، وهي عملية شديدة التعقيد تتطلب تضافر جهود كل الوزارات والهيئات.

. ثانياً: تعكس هذه العملية تجسيداً عملياً رفيعاً لمفهوم المسؤولية المجتمعية المؤسسية، حيث تقدمت مؤسسة حكومية – رغم كونها متلقية عادة للمساعدة – لتبادر بحل مشكلتها الذاتية بمواردها البشرية وبإرادة أبنائها، محولة الأزمة إلى فرصة لإثبات الجدارة والكفاءة. 

 .ثالثاً: يحمل هذا الإنجاز رسالة طمأنة قوية للمواطن السوداني بأن مؤسسات دولته قادرة على النهوض مجدداً، وقادرة على حمايته وتقديم الخدمات له، وهو عنصر حاسم في استعادة الثقة بين الدولة والمجتمع في مرحلة ما بعد الصراع. خبراء الحوكمة وإعادة الإعمار، مثل أولئك العاملين مع "مبادرة إعادة إعمار السودان" (SRI)، يؤكدون أن إعادة بناء المؤسسات معنوياً ومادياً هي الركيزة الأساسية لأي استقرار دائم.

 

.التحديات المستمرة ودور الدفاع المدني 

رغم الإشادة الكبيرة:-

.فإن الطريق أمام قوات الدفاع المدني لا يزال طويلاً وشاقاً. فبالإضافة إلى استكمال إعادة تأهيل مقر الرئاسة بالكامل، تواجه القوات تحديات جسيمة في إعادة تأهيل مراكزها المنتشرة في أحياء الخرطوم والولايات الأخرى التي تعرضت لأضرار جسيمة، ناهيك عن الحاجة الماسة لتحديث المعدات والتجهيزات التي استنزفتها عمليات الاستجابة المستمرة للطوارئ خلال فترة الحرب. تقارير صادرة عن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" (ICRC) تحذر من أن ضعف قدرات خدمات الطوارئ والاستجابة في المناطق المتضررة بالصراع يزيد بشكل كبير من معاناة المدنيين ويعيق جهود الإغاثة الإنسانية. هذا يضع إعادة بناء قدرات الدفاع المدني ككل، وليس فقط مبانيها، في صدارة أولويات المرحلة الانتقالية. دور هذه القوات في إدارة الأزمات، من حرائق وفيضانات وكوارث طبيعية وبشرية، بالإضافة إلى تقديم الإسعافات الأولية والدعم الطارئ، يجعل استعادة كفاءتها بالكامل مسألة حياة أو موت للملايين من السودانيين.

 

.إعادة البناء رئاسة قوات الدفاع المدني.. إعادة الأمل لولاية الخرطوم:-

قصة إعادة بناء رئاسة قوات الدفاع المدني بالخرطوم بقوة وعزيمة أبنائها ليست مجرد قصة ترميم جدران، بل هي قصة رمزية عميقة الدلالة. إنها شهادة على أن روح السودان، التي تتجسد في إصرار رجاله ونسائه، لم تنكسر. ما قامت به قوات الدفاع المدني متمثلة في قيادتها الفريق شرطة حقوقي / د.عثمان عطا مصطفى هو اراده حقيقية تتجسد في مواجهة ثقافة الدمار، وإثبات أن إرادة الحياة أقوى من كل أدوات الموت. فإن الدعم الحكومي، ممثلاً في زيارة وزير الداخلية وتقديم وزير المالية، هو اعتراف بالجميل وخطوة ضرورية، لكن روح المبادرة والاعتماد على الذات التي أظهرتها القوات هي الدرس الأكبر الذي يجب أن تستوعبه كل مؤسسات الدولة السودانية في رحلة إعادة الإعمار الطويلة. إن إعادة طلاء جدار أو إصلاح سقف في مقر الرئاسة اليوم هو، في جوهره، إعادة طلاء للأمل في مستقبل أفضل، وترميم للثقة في قدرة هذا الشعب على تجاوز المحن وبناء دولته من جديد، حجراً حجراً، بإرادة لا تلين وبإيمان لا يتزعزع. المعركة الحقيقية هي معركة البناء، وقوات الدفاع المدني قدّمت أولى دروسها البطولية.

.فأشادة وزير الداخلية خلال زيارته لرئاسة قوات الدفاع المدني بالأداء الوطني المتميز لقوات الدفاع المدني في معركة الكرامة بولاية الخرطوم، خاصةً في مجالات التعقيم ونقل الجثث، مؤكدًا أن عزيمتهم مكّنتهم من أداء رسالتهم رغم شح الإمكانيات، مع الإشادة بتضحياتهم في السيطرة على حرائق مستودعات بورتسودان. بذلك معلن عن دعم وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة الكامل لخطط الحفاظ على الأرواح والممتلكات.  

. من جهته، أوضح مدير عام قوات الدفاع المدني جهود إعادة تأهيل مبانى الرئاسة لتنفيذ خطط الخدمة الوطنية، مؤكدًا نشر مراكز إنذار مبكر متعددة المخاطر (أمطار/سيول/فيضانات/جفاف) بكافة الولايات وربطها بالمركز الرئيسي، إلى جانب التنسيق مع مركز الطاقة الذرية، معتبرًا ذلك تجسيدًا لدعم الوزارة والشرطة لبرامج تطوير القوات.

" قم بمشاركة المقال علي كل من "
عودة