الرجاء الإنتظار قليلآ ...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عودة وحوش الاحتياطي المركزي لعرينهم بفتيح العقليين
يقول تعالى { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِن تَنصُرُوا۟ ٱللَّهَ یَنصُرۡكُمۡ وَیُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ }
[سُورَةُ مُحَمَّدٍ: ٧]
برَّ وحوشُ الاحتياطي بقَسَمهم بأنهم سيقتعلون عرينهم بفتيح العقليين عنوةً و اقتداراً من الدعم الصريع، كان لهم ما أرادوا، ليعودوا معززين مكرمين لعرينهم في يوم السادس و العشرين من مارس الماضي مرفوعي الهامة والجبين بعد أن لقنوا الأعداء درساً لن ينسوه في التضحية و الفداء.
بعيد سيطرة وحوش الإحتياطي على عرينهم تقاطر عدد كبير من المواطنين على رئاسة الإحتياطي محتفلين مبتهجين مع منسوبيه بالانتصار الساحق و بعودتهَم لعرينهم معززين مكرمين.
عُرف منسوبو الاحتياطي المركزي منذ تكوينه في سبتمبر ١٩٧٤م بأنهم مقاتلون أشداء شرسون لا يهابون الموت، نالوا تدريباً متقدماً في فنون القتال و النزال، كان يتم اختيار منسوبيه بمواصفات خاصة؛ يتم إرسال فرق للولايات لاختيار منسوبيه ممن تتوفر فيهم اللياقة البدنية و الجسمانية العالية و الجسارة و البسالة والشجاعة و الإقدام.
كان للاحتياطي دور بارز في استتباب الأمن في ولايات دارفور و تأمين القوافل التجارية بمناطق النزاعات، أطلق على الاحتياطي لقب ابوطيرة البفك الحيرة، عمت شهرته الآفاق تغنت بانتصاراته الحكامات ٠
و لمنسوبي الاحتياطي حب جارف و ولاء مطلق لقيادتهم و عشق متوارث جيلاً بعد جيل لشعارهم و انتماء و حب منقطع النظير لعرينهم؛ يفدونه بالمهج و الأرواح، يقدمون أرواحهم رخيصة فدىً للوطن و فداه.
وقد كان لوحوش الاحتياطي القدح المُعلَّى في حرب الكرامة الدائرة الآن و في الانتصارات التي حدثت مؤخراً في كل المحاور وجبهات القتال و النزال ، قاتلوا بشراسة و بضراوة و شجاعة نادرة وبعزيمة لا تقهر و لا تفتر و لا تلين، ثبتوا كالجبال الراسيات، كانوا دوماً كالعهد بهم في مقدمة الصفوف، لقنوا الدعم الصريع دروساً في فنون القتال و النزال، قدموا أرتالاً من الشهداء والجرحى فداءً للوطن والمواطنين.
شكَّل سقوط الاحتياطي في يد الدعم الصريع في 25 يونيو، 2023م صدمة كبيرة لمنسوبيه و لمنسوبي الشرطة و لمحبيه، وصدمة كبيرة للمواطنين المقيمين جنوب الخرطوم. كان الاحتياطي صماماً للأمن و للأمان و باعثاً للأطمئنان لهم و لكل منطقة جنوب الخرطوم حتى جبل أولياء، لأنهم على ثقة أن منسوبيه عُرفوا على مر الزمان بالشجاعة و البسالة و الإقدام، رجال حارة و حوبات، يجدونهم في الملمات و في النائبات.
أُجبر وحوش الاحتياطي على الانسحاب من عرينهم حرصاً و خوفاً على أسرهم عندما هاجم الجنجويد الاحتياطي من الناحية الشمالية قبالة قشلاق الاحتياطي المأهول بالسكان، كانوا يخشون لو ردوا عليهم أن يصيبوا أسرهم في مقتل، انسحبوا و أعينُهم تفيض بالدمع حَزَناً على مفارقة عرينهم الذي يعشقونه حتى الثمالة و يفدونه بالغالي و النفيس.
بعد انسحابهم اصطف المواطنون على طول الطريق من الاحتياطي حتى اللفة مهللين و مكبرين مصفقين لهم، رافعين لمعنوياتهم قدموا لهم الماء العذب الزلال و الغذاء و الكساء لأنهم قاتلوا بشرف و بشراسة و شجاعة و ثبات، صمدوا لأيام في الخنادق، قتلوا حوالى خمسة آلاف من الجنجويد.
تعرض الاحتياطي قبل الحرب لإهمال متعمد؛ تم حرمانه من أبسط المقومات وعانى من قلة في التعيينات و النثريات (نثرية قائد المنطقة التي تضم عدداً من القطاعات خمسة وعشرون ألف جنيه في الشهر) أعطال في المركبات و ضعف في التسليح، بعد تسليم أسلحته القتالية الفتاكة للجنجويد، انخفضت القوات للثلث لعدم الرغبة في التجديد لإغرائهم من قبل الدعم الصريع للالتحاق معهم بشروط خدمة مجزية.
كُونت لجان لتغيير زيه الذي يثير الرعب في الأعداء، كما كُونت لجان لتغيير عقيدته القتالية و سحب أسلحته الثقيلة و حصر أعماله في الأمن الداخلي.
وحين اندلاع حرب الكرامة بذل قائد الاحتياطي حينها السيد الفريق شرطة خالد حسان جهوداً جبارة لتزويد القوات بالسلاح و الذخائر و المعينات وصيانة المركبات و المدرعات بشراء قطع الغيار و بطاريات المركبات من سوق دقلو .
صمد الاحتياطي لشهور عديدة في وجه هجمات الجنجويد المتعاقبة، لم يجد قائده الميمون العون و المدد، فقد كانت هناك قوات مقدرة من الاحتياطي تشارك في الدفاع عن المدرعات، وقوات أخرى بقطاع الاحتياطي أم درمان بقيادة اللواء المقاتل الجسور دفعتنا اللواء البكري أبوحراز الذي استطاع صد هجمات الجنجويد المتلاحقة على القطاع، بل بدأ في الهجوم على مواقعهم و حصونهم و هزمهم هزيمة نكراء. كان لوحوش الاحتياطي دور عظيم في القضاء على الجنجويد و ملاحقتهم في كل أحياء ولاية الخرطوم و في ولاية الجزيرة و في ولاية سنار و في ولايات دارفور.
بعودة قوات الاحتياطي المركزي لعرينها بفتيح العقليين عاد الأمن و الأمان و الأمل لسكان المنطقة بمستقبل مشرف و مشرق بإذن الله
أقول لسعادة السيد الفريق أول خالد حسان المدير العام لقوات الشرطة و للسيد وزير الداخلية و للسيد رئيس مجلس السيادة أقول لهم أعيدوا لقوات الاحتياطي المركزي مجدها و عزها و بريقها، افتحوا التعيينات و إعادة الخدمة، زودوه بالمركبات و المدرعات و المسيَّرات القتالية، حسنوا شروط الخدمة لمنسوبيه، أعيدوا تأهيل مشاريعه الإنتاجية، أعيدوا تأهيل و تدريب القوات داخل و خارج البلاد ليعود الاحتياطي المركزي لعهده التليد المجيد و يعود الأمن والأمان لربوع السودان.
لقد أثبتت حرب الكرامة أن لا بديل للاحتياطي إلا الاحتياطي المركزي.
نسأل الله أن ينصر قواتنا المسلحة الباسلة و قوات الاحتياطي المركزي و القوات المشتركة و قوات هيئة العمليات و المستنفرين و المجاهدين نصرا عزيزاً مؤزرا . و نسأل الله أن يتقبل الشهداء و يشفي الجرحى و المصابين و يفك أسر المأسورين، إنه نعم المولى ونعم النصير.
المخلص
لواء شرطة (حقوقي) م/
محمد الحسن جاد الله منصور