الرجاء الإنتظار قليلآ ...
إيقاعُ الأنامِل
عقيد شرطة : مرتضى العالم
ثلاثةُ تسعاتٍ فائقةُ السُّرعات،
هي تسعمائةٌ وتسعةٌ وتسعون (999)، أرقامُ شُرطةِ النَّجدةِ ذاتُ الدَّلالةِ الأمنيَّةِ المُطلَقةِ، المحفورةُ في الذَّاكرةِ عبر الأثيرِ أمانًا للخائفِ، ومَلْجَأً للمستغيثِ، ومَأمنًا للمُستجير.
هي مَبعثُ الطُّمأنينةِ ومصدرُ السَّكينةِ، ومَوردُ الاستقرارِ للنُّفوسِ وراحةُ البالِ والأرواح. لا تُذكَرُ إلّا وتُذكَرُ الطُّمأنينةُ، ولا تُفقَدُ إلّا وتنتشرُ الضَّغينةُ والغبينة.
كانت وما تزالُ من أهمِّ ركائزِ تحقيقِ الأمنِ والأمانِ بفضلِ دورها في تلقِّي بلاغاتِ الاستغاثةِ الطارئةِ، وطلباتِ المساعدةِ العاجلةِ، ونداءاتِ النَّجدة. تعملُ على ذلك بصورةٍ احترافيَّةٍ مهنيَّةٍ دقيقةٍ: رصدًا، ومتابعةً، وتحقُّقًا من المعلومةِ، ليَتِمَّ الاستجابةُ لها بشكلٍ فوريٍّ وسريعٍ على مدارِ السَّاعة.
وها هي الآنَ تنتفضُ، نافضةً الغبارَ عن نفسها، تأهُّبًا واستعدادًا لممارسةِ واجباتِها ومَهامِّها، انطلاقًا وتيمنًا بتدشينِ السيِّد مديرِ عامِّ قواتِ الشرطةِ الفريق أوَّل شُرطة (حقوقي) خالد حسان محى الدين لأسطولِ مركباتِها الجديدة، بحضورِ السيِّد مديرِ شرطةِ ولاية الخرطوم الفريق شُرطة (حقوقي) أمير عبد المنعم فضل، والَّذَيْنِ أولياها رعايةً فائقةً وعنايةً صادقةً، إيمانًا بجهودِها وإسهاماتِها التي لا غِنى للمواطنِ عنها.
فلا بديلَ للنَّجدةِ إلّا النَّجدة، ولا مَفرَّ منها إلّا إليها. لتستعيدَ بهذا الدَّعمِ والزَّخمِ بريقَها، وتشقَّ طريقَها بفتحِ مساراتِ الفَزْعة، وتعبيدِ دروبِ المروءةِ والنَّجعة، لتقديمِ يدِ العونِ والمساعدةِ لكلِّ طالبٍ تقطَّعتْ به السُّبلُ، وراجَ فقدَ بصيصَ الأملِ، بكلِّ صدقٍ وإيمانٍ وعزيمة.
وتَمضي النَّجدةُ بهذه المعاني والقيم قُدُمًا للعودةِ بمدينةِ الخرطوم إلى سابقِ عهدِها الذَّهبيِّ، بتصدُّرها قوائمَ العواصمِ الأكثرِ أمنًا في محيطِنا المحلِّيِّ والإقليميِّ، حتى إنَّ السائرَ كان يسيرُ من أقصاها إلى أدناها لا يخافُ إلَّا الله، فلا يخشى قاطعًا ولا مانعًا.
وعندها لعبت شُرطةُ النَّجدةِ أدوارًا فاعلةً في ترسيخِ دعائمِ الأمنِ والاستقرارِ، بفضلِ انتشارِ مركباتِها ونقاطِ ارتكازِها بكلِّ الدوراناتِ والتقاطعاتِ الحاكمةِ، التي تتوزَّعُ توزيعًا جغرافيًّا مُعيَّنًا، مَعنِيًّا به تغطيةُ جميعِ أنحاءِ ولايةِ الخرطوم، ويستصحبُ في ذلك التَّعامُل مع الحالاتِ الإنسانيَّةِ والصحيَّةِ الحرجةِ، التي تتطلَّبُ التَّدخُّلَ العاجلَ والمستعجَل، كحالاتِ الوِلادةِ والسَّفرِ وغيرها.
وبرؤيةٍ ثاقبةٍ ونظرةٍ فاحصةٍ، نجدُ اهتمامَ رئاسةِ الشرطةِ بشرطةِ النَّجدة، بتحديثِ أنظمتِها وتأهيلِ منسوبيها وتوفيرِ مُعيناتِ عملها، يصبُّ في هذا المنحى، تأكيدًا لأهميَّتِها في المرحلةِ المقبلة كقوَّةٍ فاعلةٍ ومؤثِّرةٍ في محاربةِ الجريمةِ ومكافحتِها بالوسائلِ التي تنتهجُها، والتي أثبتت فاعليَّةً ناجعةً في تحقيقِ أهدافِها الأمنيَّةِ والمجتمعيَّةِ، التي تُعزِّزُ الثِّقةَ بينها والمواطنين