الرجاء الإنتظار قليلآ ...
الصحة النفسية في زمن الحرب
التحديات والآثار
الصراعات المسلحة والحروب تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد والمجتمعات. في زمن الحرب، يتعرض الأشخاص للعديد من التحديات النفسية التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية نفسية خطيرة. منذ أن اندلعت الحرب في الخرطوم في الخامس عشر من أبريل للعام ٢٠٢٣ أثرت بصورة مباشرة علي المجتمع السوداني حيث انعدم الأمن في المناطق التي كانت تحت سيطرة المليشيا المتمردة وكانت حياة الناس في عرضة للخطر ومواجهة مباشرة مع الموت او الإصابة ناهيك عن التعرض للسرقة والنهب ، كل هذه المخاطر أجبرت المواطن السوداني علي النزوح الي الولايات الآمنة داخل السودان او اللجوء الي دول الجوار ، ومواجهة الانسان لكل ما سبق ذكره تعرض الصحة النفسية للفرد لاضطرابات عديده يمكن أن يؤدي الكثير منها الي إعاقة الشخص عن مواصلة حياته .
ومن أهم تلك الآثار:
1. الخوف والقلق: يظهر علي الأفراد حالة من الخوف والقلق بمستويات متفاوتة وتاثير يختلف من شخص الي اخر ، خاصة إذا كانوا يعيشون في مناطق القتال.
2. الترهيب والعنف: التعرض للعنف والترهيب يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية نفسية خطيرة، مثل الاكتئاب والاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
3. الانفصال والضياع: كذلك تؤدي إلى انفصال الأفراد عن عائلاتهم وأصدقائهم، مما يمكن أن يؤدي إلى شعور بالضياع والوحدة والتعرض الي مشاعر سلبية متعلقة بالاحساس بالفقدان .
4. الضغوط الاقتصادية: فقدان الممتلكات بسبب السرقة والنهب ووقوف دولاب العمل وفقدان الاغلبية من الشعب السوداني لمصادر دخلهم يؤدي الي ضغوطات اقتصاديه كبيرة على الأفراد في البحث عن سكن في مناطق النزوح او دول اللجوء والبحث عن مصادر دخل لاعالة الاسر ، مما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاحساس بالعجز وازدياد نوبات الغضب والعنف ، كما تعرض حياه الفرد لمخاطر صحية كبيره تكون سبب اخر للضغط الاقتصادي ، بالإضافة لصعوبة الحصول علي الدواء والغذاء.
لا تقتصر الآثار النفسية للحرب علي الاضطرابات البسيطه بل يمكن أن تتطور الي أمراض نفسية منها :
الاكتئاب و اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ويمكن التعرض للعنف والترهيب يمكن أن يؤدي إلى الاضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). وتظر عدة اعراض تصب في احدي القالبين مثل القلق والخوف
مشاكل النوم عدم القدره علي السيطرة علي الغضب والانفعال والاحساس الدائم بالحزن وعدم القدرة علي الاستماع او الاحساس بالسعاده والاعراض النفسجسمية مثل الارهاق الدائم والآم العضلات .
التعامل مع التحديات النفسية في زمن الحرب
1. الدعم النفسي: يمثل الدعم النفسي ركيزه اساسيه في تجاوز الآثار النفسيه للحرب وتقييم الحالات التي في حوجه الي عناية نفسية اسعافية طارئة او الحالات التي تحتاج الي علاج نفسي طويل .
2. العلاج النفسي: تقديم العلاج النفسي للأفراد الذين يعانون من اعراض حاده واضحة لأمراض نفسيه والعناية بمن يعانون من اعراض تعيقهم من مواصلة حياتهم بصورة طبيعيه
3. التوعية النفسية: توعية الأفراد حول الصحة النفسية وتقديم المعلومات حول كيفية التعامل مع مايمكن ان يمر به الفرد في فترة الحرب ويجب أن تقدم هذه التوعية بصوره مستمره في معسكرات النازحين او اماكن تجمعهم.
4. *الدعم الاجتماعي*: تقديم الدعم الاجتماعي للأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية.
الختام
الصراعات المسلحة والحروب تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد والمجتمعات تأثير آني وتأثير يمكن أن يظهر بعد سنوات من انتهاءالحرب لذلك نجد أن العناية بالصحة النفسية يجب ان تقسم علي مراحل مختلفة اثناء وبعد فترة الحرب كما يجب علي كل الجهات ذات الصلة أن تضافر جهودها في تقديم الدعم النفسي ، من مؤسسات حكوميه معنية ، مؤسسات صحية مختصة ، المنظمات المحلية والدولية. من المهم أن نتعامل مع التحديات النفسية في زمن الحرب وتقديم الدعم النفسي والعلاج النفسي للأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية،كما أن توعية الأفراد حول الصحة النفسية وتقديم المعلومات حول كيفية التعامل مع التحديات النفسية في زمن الحرب يمكن أن يساعد في تقليل الآثار السلبية للحرب على الصحة النفسية.
رائد شرطة/
د. آفاق محمد بابكر - اختصاصي علم النفس الجنائي