الرجاء الإنتظار قليلآ ...

10 أغسطس 2025 كُتِبَ : قبل 2 أسبوع
كاتب المقال / عقيد شرطة/ مرتضى العالم

News إيقاعُ الأنامِل ... منبرُ الوزارةِ والمفاجأةُ السّارَّة

من حسنِ الطالعِ وجميلِ الصُّدفِ، تزامَنَ انعقادُ منبرِ وزارةِ الداخليَّةِ الإعلاميِّ الدَّوريِّ بالتعاونِ مع وكالةِ السودانِ للأنباء (سونا)، مع برنامجِ الزِّياراتِ التَّفقُّديَّةِ والجولاتِ الميدانيَّةِ للسَّيدِ وزيرِ الداخليَّةِ، إلى رئاساتِ القوّاتِ المُكوِّنةِ لوزارةِ الداخليَّةِ، ورئاساتِ الهيئاتِ والإداراتِ التَّابعةِ لها، وشرطةِ المحلّياتِ والأقسامِ، ومجمَّعاتِ ومراكزِ خدماتِ الجمهور.

 

هذه الزِّياراتُ مكَّنت من الوقوفِ على الأحوالِ والأوضاعِ ميدانيًّا، ودلَّلت على حرصِ واهتمامِ السَّيدِ الوزيرِ بالتواصُلِ المباشرِ مع القوّاتِ وتلمُّسِ المشاكلِ عن قُرب، ممّا يُعزِّزُ مبدأ الشَّفافيَّةِ ويساهمُ بصورةٍ مباشرةٍ في تجويدِ الأداءِ وترقيةِ العمل.

 

ويأتي هذا المنبرُ إيمانًا بدورِ وسائلِ الإعلامِ في العمليَّةِ الأمنيَّةِ، وبأنَّها شريكٌ أصيلٌ في تمليكِ الرأيِ العامِّ المعلوماتِ بشفافيَّةٍ لا لُبسَ فيها ولا غموض، والداخليَّةُ حاجتُها ماسَّةٌ لمثلِ هذا المنبرِ الإعلاميِّ لإبرازِ جهودِها خلالَ “معركةِ الكرامة” وما بعدَها، كما نبَّهَ إلى ذلك – تعقيبًا على مقالٍ سابق – بحصافتهِ الإعلاميَّةِ وغريزتهِ المهنيَّةِ الخبيرُ الإعلاميُّ سعادةُ اللّواءِ (م) د. عمر عبد الماجد، مديرُ الإدارةِ العامَّةِ للإعلامِ والعلاقاتِ العامَّةِ الأسبق.

 

فالتوقيتُ للمؤتمرِ كان من الأهميَّةِ بمكانٍ لإبرازِ جهودِ الوزارةِ في مختلفِ المجالاتِ الأمنيَّةِ والخدميَّةِ والحياتيَّةِ التي تضطلعُ بها، في وقتٍ ادلهمَّت فيه الخطوبُ، واشتدَّت الكروبُ، وتعاظمت الابتلاءاتُ، ممَّا ضاعفَ من مسؤوليَّاتِ الوزارةِ بوضعِها على المحكِّ تمحيصًا واختبارًا. وهي – بالشواهدِ الحاضرةِ والأدلَّةِ القاطعةِ والبراهينِ الدامغةِ – كانت وما تزالُ على قدرِ التحدّي، بتحمُّلِ الأمانةِ وأداءِ الرسالةِ، فالمُجرَّبُ لا يُجرَّب.

 

وممّا يُعزِّزُ هذه الفرضيَّةَ تماسكُ وصمودُ الوزارةِ في وجهِ الصِّعابِ، بإفشالِ مخطّطاتِ استهدافِها سعيًا لإشاعةِ الفوضى والانفلاتِ، عبثًا بمقدّراتِ الوطنِ والمواطن، على غرارِ ما أفسدتْهُ المليشيا المتمرِّدةُ، وأحدثتْهُ من الدَّمارِ والخرابِ، وألحقتهُ من التَّقتيلِ والعذاب.

 

وبما أنّه وردَ استفتاحُ المقالِ بالتَّفاؤلِ الذي لازمَ انعقادَ المنبرِ، والذي لم ينفكَّ، حتّى جاءتِ المفاجأةُ التي لم تكنْ في الحُسبانِ ولم تخطرْ على بال، حينما ضجَّتِ القاعةُ بالحركةِ جيئةً وذهابًا، تحسُّبًا لأمرٍ عظيمٍ وخطبٍ جلل. ولم نستفقْ من لحظاتِ الترقُّبِ حتّى باغتَ السَّيدُ رئيسُ مجلسِ السيادةِ الانتقالي، القائدُ العامُّ للقوّاتِ المسلّحةِ، الفريقُ أوّل ركن عبد الفتّاح البرهان، الحضورَ بحضورهِ الأنيقِ وطَلَّتِه البهيّةِ ومجيئِه المهيب، الذي أضفى على المشهدِ ألقًا ورونقًا، وزادَ المكانَ جلالًا وبهاءً.

 

واكتملتِ البهجةُ عندَ مخاطبتِه المؤتمرَ مترحِّمًا على أرواحِ شهداءِ “معركةِ الكرامة”، ومُشيدًا بأدوارِ وزارةِ الداخليَّةِ وإسهاماتِ قوّاتِ الشُّرطةِ في “معركةِ الكرامة”. وما أجملَها من إشادةٍ جاءت على لسانِ رأسِ الدَّولة، تحملُ بينَ طيّاتِها الرِّضا والقبولَ بجهودِ الشُّرطةِ، اعترافًا بشراكتِها الأساسيَّةِ في بناءِ الدَّولةِ السُّودانيَّة، وعرفانًا بمشاركتِها الفاعلةِ في قضيَّةِ السُّودانِ المحوريَّةِ (معركةِ الكرامة) بأبعادِها المتعدّدةِ ومطلوباتِها المتجدّدةِ، حفظًا للأمنِ والاستقرارِ، وحمايةً للأرواحِ والممتلكات.

 

ولجمالِ المشهدِ وروعتِه أتمثَّلُ مُقتبسًا رائعةَ الشاعرِ محجوب بكري، التي تغنّى بها الفنّانُ الذَّرّي إبراهيم عوض:

 

بزيارتك (منبرنا) نُور

والله نُور كِلّو زينة

جاتنا بسمة، فايحة نَسمة

همسة حِلوة في عينينا

" قم بمشاركة المقال علي كل من "
عودة