الرجاء الإنتظار قليلآ ...

04 نوفمبر 2025 كُتِبَ : قبل 2 أسبوع
كاتب المقال / عقيد شرطة/ مرتضى العالم

News إيقاع الأنامل ... ملامح من ملاحم

إيقاع الأنامل

 

عقيد شرطة: مُرتضى العالِم

 

ملامح من ملاحم

 

عينٌ على الشُّرطة في معركة الكرامة

 

(1 – 5)

 

عند اندلاع معركة الكرامة وتمرُّد الميليشيا على سلطات الدولة، تكشَّفت النوايا الخبيثة لذلك التمرُّد بصورةٍ واضحةٍ وجليّةٍ، من خلال استهداف الهُويّة السودانية بتنوّعها الأصيل الذي قامت عليه الدولة السودانية منذ القدم. فقد تعايشت مكوّنات هذا التنوّع في أمنٍ وسلامٍ ردحًا من الزمان، لا فرق بين عربيٍّ وأعجميٍّ، ولا بين أبيضَ وأسودَ إلّا بالتقوى، كما أقرَّ بذلك دينُنا الحنيف.

 

لذلك كان الاستهدافُ واضحًا لذلك التمازج والتعايش السِّلميّ المتسامح، بتدخُّل أطماعٍ أجنبيّةٍ إقليميّةٍ ودوليّةٍ، بإيعازٍ من قوى الشرّ التي دأبت على زعزعة استقرار الأُمم تحت ذرائعَ عنصريّةٍ وجهويّة. وقد وجدت هذه القوى ضالَّتها في تفتيت وحدة السودان وزعزعة أمنه واستقراره عبر الميليشيا المتمرّدة، فمهَّدت لها السبلَ، وسخَّرت لها الإمكانيّات، وقدَّمت لها الدعم الفنّي واللوجستي، واستجلبت لها المرتزقة من كلِّ صوبٍ وحدبٍ، ليمارسوا أبشع الجرائم بحقِّ الأبرياء.

 

لقد تصدّرت تلك القوى المشهدَ الإقليميّ والدوليّ بوجهٍ قبيحٍ وتدخّلٍ سافرٍ في شؤون الدول العربيّة، كما فعلت في اليمن وليبيا والصومال والسودان، في سلسلةٍ لا تنتهي من المؤامرات التي تستهدفُ الأمة في أمنها وهُويّتها وكيانها.

 

وسعت الميليشيا الإرهابية بكلِّ ما أوتيت من قوّةٍ وشرٍّ لإحداث تغييرٍ ديموغرافيٍّ في الهُويّة السودانية، بإحلال غرباءَ مكان أهلها الأصليين، من خلال عمليات التهجير القسريّ، واحتلال المنازل والممتلكات، وانتهاك الحرمات، في مشهدٍ يُجسِّد أقصى درجات الإجرام والتوحّش.

 

غير أنّ مساعيهم قد باءت بالفشل، إذ منَّ الله على السودان برجاله الصادقين من قوّات الشرطة الباسلة، الذين صانوا أرواح المواطنين وممتلكاتهم، وحافظوا على قواعد البيانات الوطنيّة فى إدارات السجلّ المدنيّ والجوازات والمرور والأدلّة الجنائيّة وقد كان لشركة (cds) المحدودة القدح المعلى فى هذه الجهود.

 

لقد شكّل سقوط هذا المخطَّط انتصارًا حقيقيًّا في معركة الوعي والسيادة، بفضل عزيمة رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فلم يتراجعوا، ولم يتخاذلوا، بل أدّوا واجبهم في أحلك الظروف، بإيمانٍ راسخٍ وإقدامٍ بطوليٍّ.

 

وسنستعرض – بإذن الله تعالى – في مقالاتٍ قادمةٍ عبر إيقاع الأنامل، تلك الملامح البطولية والمواقف المشرفة التي سطّرها رجال الشرطة في ميادين العزّ والكرامة.

" قم بمشاركة المقال علي كل من "
عودة