الرجاء الإنتظار قليلآ ...
«من حادثة معلمة النيل إلى تفكيك عصابة أبو ساطور»
لحظاتٌ فارقةٌ جديرةٌ بالتدبّرِ والتفكّرِ، توقّفت عندها نبضاتُ القلوب، وحبست الأنفاسُ توجُّسًا وخيفةً. هي تلك التي صاحبت مشاهدةَ مقطعٍ مصوَّرٍ يُظهِر تعرُّضَ معلِّمةٍ بمدينةِ النيل لحادثِ إرهابٍ ونهبٍ من قِبَل أشخاصٍ مجهولين يستغلّون درّاجةً ناريّة. ذلك المقطع الذي ذاع صيتُه وشاع وانتشر في الوسائطِ ومنصّاتِ التواصلِ الاجتماعيِّ انتشارَ النارِ في الهشيم، فدبَّ دبيبُه في الأنفسِ فزعًا وذُعرًا لبشاعةِ تلك الجريمةِ التي هزّت المجتمع.
وممّا زادَ من لفتِ الأنظارِ إليها تعليقًا وتحليلًا، كثافةُ عملياتِ الترويج التي لازمتها بصورةٍ واسعة، وتزامنُها مع عودةٍ طوعيّةٍ لبعض المواطنين إلى ديارِهم، وهي العودةُ التي سعت بعضُ الجهاتِ لتعطيلِها باستغلالِ هذه الواقعة.
وبقدرِ هذا التفاعل، وقبل أن يجفَّ مدادُ الوسائطِ التي تناقلت الخبر، تصاعدت وتيرةُ التحدّي، واشتدّت حدّةُ المنافسة بين منسوبي مباحثِ شرطةِ الولاية بالتنسيقِ مع مباحثِ قسمِ شرطةِ مدينةِ النيل؛ فكلٌّ كان يسابقُ نفسَه والزمنَ لفكِّ طلاسمِ هذه الجريمةِ القبيحةِ النَّكراء.
وكالعادة، كان الحافزُ هو شغفُ الطموح، والقوّةُ والعزيمة، وإدمانُ النجاح بتحقيقِ الإنجازات، عبر تسديد البلاغات التي تمثّل قضايا الساعةِ الساخنة، وتتصدر المشهدَ، وتشغلُ الرأيَ العامَّ، وتثيرُ اهتمامَ المواطنين. فليس في قاموسِ هذه القوات –على المستوى الولائيِّ والمركزي– ما يُعرَف بتقييدِ جريمةٍ ضدَّ مجهولٍ، مهما طال بها الزمان.
هذا هو دَيدنُ شرطةِ المباحث: دائمًا في الموعد، باذلةً الجهد، منجزةً الوعد، وموفيةً العهد، بالرَّدع لكلِّ من تسوِّلُ له نفسُه العبثَ بأمن الوطن وترويعَ المواطنين الآمنين. فلم يغمُضْ لهؤلاء الأبطالِ جفن، ولم يهدأْ لهم بال، وما ضعفوا وما استكانوا منذ لحظةِ وقوعِ الحادث، وحتى إماطةِ اللثامِ بالكشف عن غموضه وتوقيفِ المتَّهم. وقد تعرّفت عليه المجني عليها من خلال طابورِ الشخصية، فأرشد إلى بقية المتَّهمين. وبالقبضِ عليهم أُسدِل الستارُ على فصول هذه المغامرة، بمتابعةِ السيّد مدير شرطةِ الولاية الفريق شرطة (حقوقي) أمير عبدالمنعم فضل، وإشراف مدير مباحث شرطة الولاية اللواء شرطة د. كمال المهدي حمد، ومن خلفهم أبطالٌ من الضباط وضباطِ الصف والجنود. فلهم تُرفع القبّعات تقديرًا واحترامًا، ولهم تتزاحم العباراتُ شكرًا وامتنانًا.
ولم يكن قسمُ شرطةِ طيبة الأحامدة بمحليةِ بحري بمعزلٍ عن هذه الإنجازات؛ فقد تمكّنت مباحثُ القسم، تحت إشراف رئيسِ القسم ومتابعة مدير شرطةِ المحلية اللواء شرطة سامي عبدالله أبو الحسن، وبالتنسيق مع قواتِ آليةِ محاربةِ النهبِ والسرقة، من وضع حدٍّ لعصابة (أبو ساطور) التي تنشط في ارتكابِ جرائمِ تهديدِ المواطنين. وذلك عبر تسديدِ بلاغِ النهب الذي وقع بالمنطقة في زمنٍ قياسيٍّ لم يتجاوز ساعاتٍ معدودة، بعد عملياتِ رصدٍ ومراقبةٍ دقيقة، أفضت إلى القبضِ على المتهمين واتّخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتهم.
إذن، هي رسالةٌ في بريدِ الجميع: المباحثُ جاهزةٌ للتعاملِ مع كلِّ حادثٍ بمهنيةٍ، وحرفيةٍ، واقتدار