الرجاء الإنتظار قليلآ ...

21 يوليو 2025 كُتِبَ : قبل 1 شهر
كاتب المقال / عقيد شرطة/ مرتضى العالم

News إيقاع الأنامل .. الماء مابين النعمة والنغمة

الماء هو نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العباد وهو أساس الحياة على الأرض كما جاء في العديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة على قائلها افضل الصلاة وأزكى التسليم ولكنه مع ذلك قد ينقلب للضد مسببا للدمار والخراب والقتل والتشريد بصورة مأساوية وكارثية بالمناطق المأهولة بالسكان ذات البنى التحتية غير المخططة تخطيطا سليما بعدم وجود قنوات التصريف الأمثل فتتفاقم معاناة المواطنين القاطنين بتلك الأماكن عند هطول الأمطار الغزيرة والتى غالبا ماتؤدى الى حدوث الفيضانات والسيول التى تدمر الممتلكات من مزارع ومنازل وتقطع الطرق وتزهق الأرواح وتشرد من بقى منهم على قيد الحياة تاركة خلفها أثارا سالبة اقتصاديا واجتماعيا وإذا اسقطنا هذه المعادلة والفرضية على أعمال الدفاع المدنى مابين نعمة الماء ونغمته نجد أنها تتطابق وصفا وحقيقة على أرض الواقع بصورة واضحة وجلية فالماء نعمة ومنة وخير معين فى أعمال الدفاع المدنى لأنه يشكل الأساس فى القيام بمهامها وأداء واجباتها ويشكل ركيزة رئيسية فى عمليات الإطفاء وإخماد الحرائق لذلك نجد أن عربة المطافى وإلى يومنا هذا هى صاحبة الحظ الأوفر والنصيب الأكبر والظهور الطاغى والدور البارز فى عمليات الإطفاء ولها بذلك رمزية راسخة فى الأذهان والعقول منذ قديم الزمان وبذات المعانى والمفاهيم وكما تطفئ عربات المطافئ  لهيب النيران والحرائق فإنها بذات الهمة والنشاط تقوم بإطفاء لهيب نيران العطش والظمأ من خلال إغاثة المواطنين عند إنقطاع المياه عنهم فى أوقات الشدة الطارئة وبإمعان النظر لزاوية المعادلة بالجانب الأخر نجد أن قوات الدفاع المدنى أكثر ما يؤرقها ويقلق مضاجعها ويأخذ إهتمامها إعدادا وإستعدادا ومرابطة وإستنفارا تنبيها بأخذ الحيطة والحذر ودق ناقوس الخطر مع ذات الماء عندما يكون نغمة فيسترعى إنتباهها ويستدعى إنشغالها بكل مهنية مصقولة بتجارب علمية وخبرات عملية تواكب جميع المتغيرات وتتلاءم مع كل المتطلبات هكذا الدفاع المدنى شعلة من النشاط الملتهبة حماسا وحراكا وهمة وهكذا العهد والوعد به دوما فى مقدمة طلائع مؤوسسات الدولة وأجهزتها الأمنية مهموما بكل ما من شأنه تحقيق إشتراطات السلامة المدنية بحفظ الأرواح والممتلكات فلا يترك موطئ قدم تسد به ثغرة وتقوم عنده نفرة إلا وطئه ولا يكاد يلملم متاعا حتى يفرشه بساحة أخرى من ساحات التضحية والفداء والشجاعة والاستبسال فما نجده يجف له عرق ولا مداد ولا يرتاح من عناء ولا يهدأ له بال ولا يغمض له جفن حتى يستحضر عزما لاينكسر ويستنهض إرادة يقهر بها الصعاب فتدور عجلاته تجوب الوهاد والجبال تحمل الأمن والسكينة وتبث الطمأنينة فى نفوس المواطنين فتثور عزائمها حمما وتستنهض همما تستنطق بها معانى الإنجاز ومفردات الإعجاز فما نجدها الإ ملبية لنداء منكوب او أغاثة ملهوف 
أسوق هذه المقدمة والتى تجاوزت مساحتها وقوات الدفاع المدنى تسوقها ترقبا وتأهبا وإستعدادا هذه الأيام مع تباشير خريف هذا العام هذه السحب الثقال المتراكمة بعضها فوق بعض التى أقلتها رياح عاتية سيقت بقدرة المولى عز وجل لإحياء الأرض بإخراج ثمراتها وبركاتها بغيث مغيث تعطشت اليه نفوسنا قبل بوادينا وأراضينا ببشارات وببركات من السماء والأرض وهى بذات الفأل الحسن فإنها تنذر بأخذ الحيطة والحذر وإتخاذ التدابير الوقائية والإجراءات الإستباقية وعمل التحوطات اللازمة لتلافى وتدارك أخطار الفيضانات بمناطق الهشاشة والغرق وتفعيل آليات الإنذار المبكر وذلك فى أعقاب الطفرة الكبيرة والغير مسبوقة التى تحققت فى هذا المجال بإفتتاح غرفة الإنذار المبكر متعدد المخاطر بشراكة ذكية مع الوكالة الإيطالية بحكم اختصاصها فى التعامل مع حالات التنبؤ بالأحداث الطارئة والكوارث الطبيعية والإصطناعية والوقاية منها بما يحقق الحماية المدنية ويعزز قدرات الأجهزة والمؤوسسات المعنية والمختصة للتصدى للكوارث والحد من مخاطرها وأثارها وتأتى هذه الشراكة من الأهمية بمكان من واقع عمل غرفة الإنذار المبكر متعدد المخاطر فى حماية الأرواح والممتلكات والمستوطنات والبيئة من الأضرار والمخاطر الناجمة عن الكوارث من خلال عمليات التحسب والمراقبة وتحليل البيانات والمعلومات لتوقع المخاطر المحتملة وإتخاذ تدابير الوقاية لتقليل إحتمالية وقوع الكوارث وتنظيم عمليات الإستجابة عند وقوعها بأسرع الطرق للتخفيف من أثارها وتلافى أخطارها بمايحقق عمليات التعافى وإستعادة الحياة الطبيعية بصورة سلسة ومنسابة ومنتظمة والتى لا تستقيم إلا بتدافع بعض الناس ممن أكرمهم الله بقضاء حوائج العباد وسخرهم لحفظ ارواحهم وممتلكاتهم وتحقيق أمنهم وأمانهم فالتحية لقوات لقوات الشرطة بكافة وحداتها ومكوناتها وهى تضطلع بهذه المهام بكل حيادية وتجرد ونكران للذات والتحية لقوات الدفاع المدنى وهى كثيرا ما تدفع أثمانا باهظة وتكاليف شاقة خلال اعمالها فدرء المخاطر لا يتأتى إلا بالتعرض لها ومكافحة الكوارث والتقليل من حدتها لا يتحقق إلا بخوض غمارها ومواجهتها وملاقاتها والشواهد على ذلك كثيرة ومعلومة من الدين بالضرورة لا تحتاج الى عناء إستدلال ومشقة بيان ودون ذلك حادثة استشهاد فردين من أفراد الدفاع المدنى وإصابة آخرين إصابات متفاوته عند محاولتهم إخماد حريق اندلع بأم درمان الثورة الحارة الرابعة هكذا قوات الشرطة تعمل بصمت ويمضى أفرادها فى صمت شهداء عند المولى عز وجل نسأل الله لهم المغفرة والرحمة والقبول والشهادة.

" قم بمشاركة المقال علي كل من "
عودة