الرجاء الإنتظار قليلآ ...

13 يوليو 2025 كُتِبَ : قبل 1 شهر
كاتب المقال / عقيد شرطة/ مرتضى العالم

News إيقاع الأنامل … الخبرة والحفر بالإبرة (2—3)

عودٌ على بدءٍ وإيفاءٍ بوعدٍ قد سبق نعود والعود أحمد مع تباشير فصل الخريف فاهلا به وسهلا ضيفا فاضلا غاسلا لأحزاننا وماسحا لألامنا وبلسما لأوجاعنا نستقبله بشرا وترحابا وبلادنا تتلمس خطى تطبيع الحياة كسابق عهدها بنضارة مهدها وصدق وعدها بجد وعمل وبارقة أمل بغدٍ مشرق زاهر يسوده التصافح والتسامح والتناصح تصطبح فيه بلادنا الطيبة على خرير الجداول وخضرة السنابل وتؤتى أكلها كل حين ويخرج نباتها بإذن ربها طيبا سائغا هنيئًا مريئًا ويشق عنان سمائها فى أوقات أصائلها ومسائها أزيز المعاول وضجيج المصانع لتنمية وإعمار ما دمرته الحرب نستفيق فيه من وجع أحلام مفزعة اقلقت مضاجعنا لنستلهم الدروس والعبر ونستنشق عبق انتصارات قواتنا المسلحة المتلاحقة حفرا بالإبرة وإعمالا للخبرة فى ساحات الوغى وميادين المعارك بعدما ازكمت انوفنا نتانة نافخى كير تطاير شر شرارها وعم ضر ضرارها بإحراق أرضنا وثيابنا نكاية وقصدا ووشاية وعمدا على غرار ما سلف فى غابر الأزمان وحاضرها من إرتكاب أعظم الجرائم التى شهدتها البشرية فى تاريخها القديم والحديث فما أبشع أن تشيع الفاحشة بلا وازع ولا مانع وما أنكى وأشنع أن تغتال الإنسانية فى وضح النهار ذبحا ونحرا وعقرا بمدية صدئة من الوريد الى الوريد وبموارتها الثرى إنطلقت الوحشية فى اقبح معانيها وأطلقت ساقيها للريح مقبلة متولية أثمة معتدية لإهلاك الحرث والنسل وإفساد الزرع والضرع سعيا فى الأرض بالفساد والحاق الأذى بالعباد فأعملت سواعدها لإستهدف الانسان فى أرضه وعرضه وحاله وماله بإنتهاك كرامته وإهانة أدميته بعد تكريم لها وحمل لها فى البر والبحر فيذل من بعد ذلك كريم من خسيس لئيم من غير جريرة ارتكبها وبلا رحمة ويذاق ويل العذاب بأخذه بالنواصى والرقاب ويجر ويشد من اللحى من حثالة البشر كما فعل شارون المليشيا وفرعونها الخاسئ الخاسر بمواطنى الجزيرة دون أن ترمش له عين اويطرف له جفن ودونما اعتبار وتوقير لبياض اللحى وإحترام لشيبها الذى إعتراها وكسا أعمارها التى بلغت من الدهر وأزمانه عتيا ناهزت مراحل الشيخوخة والكهولة عاشت ملء حياتها ومنيتها أمنا وسلاما وغاية منتهاها سترة بعزة وكرامة حتى تتوسد الجابرة ماشابتها من نوائب الدهر شآئبة ولا نابتها نآئبة الا وكانت تائبة عابدة حامدة لربها أيبة وشاكرة فيا للعجب وياللدهشة وياللحسرة لمن يتلذذون وينتشون إستمتاعا بممارسة هذه الأفعال المقززة والمقرفة التى تأنفها وتنفرها الفطرة السليمة وتألفها وتنشرها الأنفس المريضة فلا تصدر من قوم إلا وبهم قلب معلول أفقدهم من شدة سواده العقول مابين مخروش وسكير ومخبول طاشت أفكارهم وخابت ظنونهم فلا ناصح لهم ولا بواكى عليهم ولا أسفا لما حاق بهم من شديد العقاب وعظيم العذاب ساءت بسوء الخاتمة عاقبة أمرهم بقبيح أفعالهم وفساد أعمالهم وكذب أقوالهم وهم يناصبون الشعب وقواته المسلحة العداوة والبفضاء ويحاربون الله والرسول بالسعى فى الأرض بالفساد فكان ذلك بداية النهاية لمشروعهم المزعوم وملاقاة مصيرهم المحتوم فإرادة الشعوب لاتقهر وعزيمة الأمم لا تنكسر مهما طغى الطاغى وتجبر وأزبد الباغى وتذمر ولعل ذلك ماكان من وصفة سحر وكلمة سر حشرقت فى حلاقيم المليشيا المتمردة فقصمت ظهور أباعرها وعجلت سريعا بدحرها وهلاك قادتها وإبادة قواتها فلا غرابة فى أن يصطف الشعب السودانى بكل مكوناته خلف قواته المسلحة مساندا لها فى معركة الكرامة ببذله المهج والأرواح داعما لها بالعدة والعتاد والسلاح رافعا شعار شعب واحد جيش واحد مدفوع بدعم معنوى شدت به المؤازرة والمناصرة والمشاركة فى معركة الكرامة التى أدارتها القوات المسلحة السودانية الباسلة والظافرة بكل حنكة وخبرة وإقتدار بسطت خلال ذلك بساط الصبر والمصابرة والمرابطة ما استطاعت الى ذلك سبيلا بتمهل وتريث وتثبت وطول نفس عميق وضبط أقوال وأفعال فى الوقت الذى لم تتحلى فيه المليشيا المتمردة بروح المسؤولية بشق الصف الوطنى والخروج على سلطات الدولة ورفع السلاح فى وجهها وتخليها عن قيم وعادات وتقاليد موروثنا الدينى والأخلاقى والحضارى فلم تتقيد بأى من قواعد اللعبة وقوانين ادارة المعارك العسكرية بهجومها الهمجى والوحشى على مؤوسسات الدولة ووزاراتها الحكومية ومقارها التى كانت بالأمس القريب تحت حمايتهم وحراستهم وفى سابقة خطيرة قامت عن قصد بتهجير السكان عن ديارهم ومنازلهم واستباحت نهب الممتلكات بجشع وطمع فى تملك حق الغير بغير وجه حق بكل قسوة ونشوة أذكت لهيب ذلك شيم الغدر والخيانة المتجزرة فى نفوسهم والمتشعبة فى دواخلهم حتى صارت أقوى من إرتباط الإنتماء لتراب هذا الوطن والتمسك بتعاليم ديننا الحنيف فلم يسلم من الإنتقام ذلك حجر ولا مدر ولا شجر الا ونالته يد الغدر والخيانة حرقا ودمارا وخرابا وتحطيما وحاق بالمواطنين العزل سوء العذاب بعدوان سافر بغير جرم اقترفوه ولا ذنب ارتكبوه فلم يكن المواطن فى الأساس طرفا فى نزاع ولا شريكا فى طلب حكم ولا جاه ولا متاع إلا أنه لم يسلم من تربص وإستهداف قوى البغى والمكر والخداع بتدبير المؤامرات ونصب شراك الفتنة شقا لوحدة الصف والذى بفضل الله زاد تماسكا بين كافة مكونات المجتمع خلف القوات المسلحة وأسهم بفاعلية وواقعية بقلب موازين معركة الكرامة بصدق التوجه وقوة العزيمة فتحقق النصر لنا ولحقت بأعدائنا الهزيمة وحلت لنا الأنفال والغنيمة بخلاف ما كانت تشتهى رياح لسفن عديدة تكالبت علينا من كل حدب وصوب أبحرت من شتى البقاع فى لجج تلاطمت غدرا وخيانة وظلما وعدوانا إصطدمت لسوء حظها العاثر وكيدها الماكر بعناد الشعب السودانى ومهنية وبسالة القوات المسلحة والتى نصبت لها شراكا مفخخة حفتها ولغمتها بصخور تفجرت وطنية وحمية وتشققت فداءً وتضحية وثارت غضبا وبركانا زاد طينها بلة رياح عاتية أثارت أمواجا عالية هائجة مائجة تلاطمت واصطفقت فحطمت مجاديفها مما أفقدها القدرة على الحركة فى إتجاه تحقيق أهداف إبحارها للنيل من سيادة وطننا وانتقاص عزتنا وإذلال كرامتنا وطمس هويتنا فلله الحمد والمنة عاشت القوات المسلحة حرة أبية وعاشت الشرطة السودانية وعاش جهاز مخابراتنا الوطنية وعاشت ثم عاشت ثم عاشت المقاومة الشعبية.
ولنا عودة بإذنه تعالى

" قم بمشاركة المقال علي كل من "
عودة